uri:/?q=ar/archive//5023 filename=index.html@q=ar%2Farchive%2F%2F5023.html page=archive//5023 « Demande-leur deux francs » | Mémoires de guerre

Vous êtes ici

« Demande-leur deux francs »

Author: 
CARMELOT Jules
Récit recueilli par Etienne Marie-Orléach
Texte établi, présenté et annoté par Etienne Marie-Orléach
Traduit par Faisal Kenanah

Jules CARMELOT جول كارملو

" اطلب منهما فرنكين" 1



إنّ يوم 6 جوان/حزيران سنة 1944 كان قد بدأ بالنسبة لي يوم 5 جوان/حزيران في حوالي الساعة الثامنة مساءً.

سمعت دويّ محرّك، فرفعت رأسي ، ورأيت طائرة مطاردة تحلّق على ارتفاع منخفض نسبياً، وفي ظرف لحظة قلت في تتصرف على هواها³ ثم تختفي". ²Spitfireنفسي : " إنّ هذه الـطائرة من نوع

إنّ ابنة عمّ [أو عمّة] والدي [،] التي كانت تقطن في مكان منعزل، في بلدة "إيفتوـ بوكاج" (لالاند دي مليير) ، خبّأتني عندها وأنا في سنّ الثامنة عشرة مقابل أجرة المأكل والمسكن. ولو لم يكن هذا الحل موجودا، لكنت أجْبِرت على القيام بخدمة العمل الإجباري أو الذهاب إلى ألمانيا [.]. وبطبيعة الحال، فإنني لم أكن أملك قرشا واحدا وقتما تمّ تحرير البلاد.

وفي مساء يوم 5 جوان/حزيران، وككُلّ الناس، تناولت الحساء وذهبت للنوم.

سمعت دقات منتصف الليل، وسمعت أيضا ضجة قادمة من بعيد تختلف عن ضجات الليالي الماضية. وفي حوالي الساعة الثانية صباحا، أيقظني ضجيج محرك قوي يمكن مقارنته بالصوت الذي يصدر من المواقع المحصّنة التي تدمّر مِنصّات

. ثم نهضت ونظرت من النافذة، فرأيت سقوط طائرة مشتعلة بالنيران. ورأيت كذلك أخيلة ظلّ الطائرات V1 قذف قنابل

التي كانت تبدو وكأنها تطلق النار على طائرات أخرى. وكان كلّ ذلك يجري في مشهد خلفيته أضواء برّاقة. لقد استمرت الطلقات النارية مدة ساعتين تقريبا.

لم نكن ننعم بفترة هدوء، وذلك بسبب صوت المدفعية، وأزير القذائف المتساقطة أينما كان، ملقية الذعر في قلوب قوات الأعداء، يتبعهما هبوط المظليين في غاية من العشوائية.

وأخيرا، طلع النهار، ولم يبق إلاّ صوت شديد الوطأة كنا نسمعه من بعيد. وفي الصبيحة، جاءت الدفعة الأولى من اللاجئين، وكانت تلك المرة الأولى التي أرى فيها خطيبتي، فمنزل أهلها أصيب بقذيفة أثناء الليل.

وفي ظرف يومين قدم ما يقارب العشرين لاجئا. وكانت المشكلة الأولى التي نواجهها هي تزويدهم بالمؤن. فلم نعد نملك الكثير من المواد الغذائية سوى الحليب والطحين. ولكن الأمور سارت على ما يرام.

وفي المساء، كان عليّ الذهاب لحلب البقر للحصول على الحليب [في صحبة] سيّدة المنزل وابنة عمّها [أو عمّتها] (التي أصبحت زوجتي فيما بعد). سلكنا طريق حقل مخفي نوعا ما. وكانت الأمور تجري على أحسن وجه. ولكن في طريق عودتنا، وجدنا أنفسنا وجها لوجه أمام جنديّين ألمانيّين مُدجّجين بالسلاح، وكانا يبحثان عن الحليب هما أيضا. صوّب الجنديان نحوي رشاشا وأمراني أن أعطيهما الحليب. وما كان مني إلا الإذعان. فأخذت السطل وسكبت الحليب في وعائهما. التي كانت شديدة البخل : " اطلب منهما فرنكين ".MH وحينها قالت لي [،] الآنسة

أؤكّد لكم بأن هذه المزاح لم يكن مناسبا في هذه الأجواء.

فقلت لها : "سأعطيك الأربعين قرشا [،]". وحينما عدنا إلى المزرعة، حصلت تلك الفتاة الوريثة والثرية على مالها الذي كان قد أنجاني أنا الطفل اليتيم.

وكانت القوات الأمريكية تزحف شيئا فشيئا. وكان بعض الجنود الألمان2 يقود إثنين أو ثلاثة من السجناء إلى نزهة. وكان هؤلاء الأسرى قد ألقي القبض عليهم كرهائن حرب.

وخلال الأسبوعين اللذين تبعا هذه الأحداث وإلى يوم تحرير بلادنا، رأيت مدينة "مونتبورغ" تُحرق، ومدينة "فالون" تُدمّر.

وحينما تمكنت من العودة إلى مدينة "شيربورغ" التي عاشت مِحَناً عظيمة، رأيت بيتي الذي كان قد هُدم نصفه وسُلب. ولكن من الذي سلبه يا ترى ؟3

وحين شارفت العشرين من عمري، وافقت ولية أمري على إلتحاقي بالجيش. وفي سنة 1946 عدت حراً من جبهة القتال في صفوف جيش "الران والدانوب"4.

ولكن ما الفائدة من كل هذا ؟

إنها فعلا لقصة من بين القصص الأخرى، ويا لها من قصة عجيبة !





  • 1 ، يترك جول كارملو مدينة شيربورغ، ويلجأ إلى مزرعة عائلية صغيرة منعزلة ليتوارى عن الأبصار.(STO) ¹ للفرار من خدمة العمل الإجباري

    تقع هذه المزرعة على مشارف بلدة "إيفتوـ بوكاج" شمال منطقة "كوتنتان" على بُعد بضعة كيلومتلرات من مدينة "فالون". وهكذا فقد شهد هذا الشاب عبور الطائرات المتوالي الذي يحمل على التفكير بأن عملية إنزال الجيوش ما هي إلا مسألة وقت. وفي صباح يوم 6 جوان/حزيران سنة 1944 تدفقت الدفعة الأولى من اللاجئين إلى المزرعة بحثا عن المأكل والمأمن. يمكننا اليوم قراءة هذه الشهادة القصيرة التي كُتبت عام 1983،

    . وقد أضفنا لها عنوان "اطلب منهما فرنكين".TE393في أرشيف ميموريال مدينة "قان" تحت رمز

    طائرة مطاردة بريطانية. ²

    نود أن ننبهه القارىء هنا بأن سارد هذه الشهادة لا يستعمل أبدا النقطتين الرأسيتين ولا القوسين لدمج أو فصل الخطاب المباشر. وبالمقابل فهو ³

    يستعمل فاصلتين عاديتين، كما يفعل في هذه الحالة، وذلك ليضع علامات اقتباس في بداية ونهاية الاستشهاد

  • 2 على الطريق المؤدية إلى مدينة "شيربورغ"، كانت مدينة "مونتبورغ" تلعب دورا مهما في المعركة في مساعدة الجيش للوصول إلى منطقة شمال

    "كوتنتان". وقد تمّ قصف الضيعة عدة مرات في الأيام 8 و 10 و 12 جوان/حزيران. وقد حولت القنابل الفسفورية والقذائف البحرية مدينة "مونتبورغ" إلى نيران متأججة. وإن كان بعض السكان قد لجأوا إلى الدير، فإن الكثير منهم تركوا أقبيتهم مفضلين الهجرة الجماعية. لقد قُصفت مدينة "فالون" ثلاث مرات في شهر جوان/حزيران على النحو التالي : مرة في اليوم السادس، ومرة ثانية في اليوم السابع، ومرة ثالثة في اليوم الثامن. وأدى هذا القصف إلى إبادة هذه المدينة التي تُعدّ بمثابة "مدينة فيرساي النورمندية"، وإلى سحق جمالها. وقد تمّ إحصاء ما يقارب 300 قتيلا.

  • 3 إن هذا التساؤل يدل على واقع معركة النورمندي، فقوات جيش الاحتلال انهمكت في سلب الكثير من خيرات الأراضي الفرنسية كالمواد

    الغذائية، ووسائل النقل، وأشياء أخرى نفيسة. إلا أن الألمان لم يكونوا الوحيدين الذين اتُّهِموا بالسلب، حسب أقوال سكان منطقة "البا ـ نورمان". فالفرنسيون والحلفاء شاركوا هم أيضا في عمليات السلب هذه، وألحقوا الضرر بالمدنيين الذين أصيبوا بالذعر.

  • 4 اسم لُقّبَ به الجيش الفرنسي الأول. وهذا الجيش الموضوع تحت قيادة الجنرال "لاتر دو تسيني"، مكوّن من عناصر متمركزة في افريقيا

    الشمالية، وتابع لجيش الهدنة السابق (جيش فيشي). فبعد أن شارك هذا الجيش في المعارك التي جرت في إيطاليا، والإنزال الذي تمّ في منطقة "البروفنس"، فإنه قد جنّد في شهر أوت/آب سنة 1944 العديد من الشبان الفرنسيين الراغبين في القتال مع الحلفاء.

Archive Number:
  • Numéro: TE393
  • Lieu: Mémorial de Caen
X
Saisissez votre nom d'utilisateur pour Mémoires de guerre.
Saisissez le mot de passe correspondant à votre nom d'utilisateur.
Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.
En cours de chargement