uri:/?q=ar/archive//5021 filename=index.html@q=ar%2Farchive%2F%2F5021.html page=archive//5021 Le Débarquement vécu à 10 kilomètres à l'est de Cherbourg | Mémoires de guerre

Vous êtes ici

Le Débarquement vécu à 10 kilomètres à l'est de Cherbourg

Author: 
Madame LECOFFRE
Texte recueilli par Etienne Marie-Orléach
Texte établi, présenté et annoté par Etienne Marie-Orléach
Relecture Maud Chatelain

عمليات إنزال الجيش التي عشتها على بُعد 10 كيلومتر شرق مدينة شيربورغ ـ السيدة لوكفر1



عشنا فترة الأربعينيات، ولغاية 18 مايو/أيار 1944 في عِزبة استولت عليها جزئيا كتائب مدفعية الجيش الألماني التي توالت الواحدة بعد الأخرى. فقد طُرِدت أنا وأمي وجدّي في ظرف 24 ساعة من مسكن المزرعة الذي كنا لا نزال نعيش فيه.

لقد أنْبَأنا بخبر إنزال الجيش خطيبي الذي ذهب لبيع بقرة في سوق "فالون"، وقد تمّ الاتفاق على البيع بشكل سريع، لأنّ مربي المواشي في مدينة "سانت مير إكليز" كانوا قد أبلغوا عن خبر عمليات الإنزال بالمظلات، مؤكّدين على صحة أقوالهم من خلال إظهار ما خلّفته تلك المظلات من أحزمة وحطام.

وكان بعض مربّي المواشي يقوم بنقل الأخبار الصُّحفية في نُزل اتخذوه لهذه المهمة. لكنّ هذا النُزل سرعان ما أصبح طُعمة للنيران في ظرف ساعتين.

لقد عشنا بضعة أيام منقطعين عن كلّ الأخبار لأننا لم نعد نملك مكانا نستمع فيه إلى إذاعة بي. بي. سي. ومن ثمّ تمّ مصادرة الخيول والعربات والسائقين في مدينة "لاكلاسُري" وذلك لنقل الذخائر إلى ضواحي مدينة "مونتبورغ". وكان خطيبي من بين هؤلاء السائقين، فقد ذهب إلى هذه المدينة بعربة بسيطة يجرّها حصان هجين، وتمكّن من توصيل حمولته ومن العودة مع جار له. ومما ساعده على ذلك أن معدّاته كانت خفيفة وأن الفوضى كانت تسود أماكن إيداع البضائع والذخائر. وفي طريق العودة كانت مدينة "فالون" تلتهمها النيران.

كنّا قد احتفظنا ببعض المواشي في حقول نائية عن المزرعة، ووضعناها على وجه التحديد في بستان من البساتين.

وجاءت طائرة حلّقت قريبة من سطح الأرض، ورشّت بالرصاص خزّان المياه القريب منا وكذلك خيول الجيش التي كانت في الحقول المجاورة للإسطبلات. وفي اليوم التالي، وتحت ظلال أشجار التفاح، استولى الفرسان على مراعي البقر.

أما أنا وأميّ، فقد ذهبنا إلى المزرعة لحفظ حقّنا من الأملاك. وكانت هذه المزرعة قد تحولت إلى مخيم عسكري مُحصّن، أحاطته أسلاك شائكة بعيدة المدى، وحُفر وخنادق يكمن فيها الجنود. بالإضافة إلى تلك الأعمدة الشهيرة التي تمنع الهبوط بالمظلات والتي غيّرت وجه الدّيار2. أما الحواجز الشائكة3 فكانت تحمي المداخل.

وكان الردّ الوحيد على مطالبنا هو : "إنها الحرب!". وكنت أجيب على ذلك بقولي : "إنها لن تدوم طويلا، فالإنجليز متواجدون في مدينة "فالون" ". وفي تلك الفترة لم تكن مسامعنا قد تطرّقت خبر وجود الولايات الإمريكية المتحدة.

خرجت أنا وأمي من المكان بكل وقار. إلا أنه سرعان ما لحق بنا خفيران أحاطا بنا وحبسانا في قبو للنبيذ. ومضى وقت طويل ونحن ننتظر في حيرة من أمرنا.

يجدر بنا القول هنا بأن هؤلاء الذين حبسونا للتو، كانوا قد شكلوا فرقة غير متجانسة، إلا أنها كانت مُنضبطة بشدّة تامة. وقد تميّز من هذه الفرقة طبيب بيطري ومساعد له بحماسهما الحار.

وأخيرا، وعند خروجنا، ركبنا في عربة نقلتنا إلى السجن البحري. كانت القباقيب قد وُضعت في أرجلنا، وكُتّفت أيدينا بحبال تُستعمل لِجَرّ البقر. وهناك كان ينتظرنا خفير كبير السن برفقة شبان انتموا إلى هتلر، وما زالوا صغارا يلعبون مع قطط صغيرة على أسِرّتهم.

واعْتُبر التحقيق الذي خضعنا له بمثابة قصة طريفة. إلا أننا اقتُدنا أنا وأمي تحت حراسة مشدّدة، ووُضعنا في زنزانة مُظلمة فيها نوافذ مُدعمة بقضبان حديدية متينة، وحواجز فاصلة، و.. علبة زبدة كبيرة تستعمل لقضاء الاحتياجات الاضطرارية.

لقد أُتيحت لنا فرصتان إيجابيتان : الأولى هي فترة هدوء القصف الذي كان يسحق في كل ليلة ترسانة الأسلحة والبلديات المجاورة. والثانية وهي على وجه التحديد استحالة نقلنا إلى مدينة سان لو حيث أننا لو أُخِذنا إلى هناك لكُنّا قد بقينا في السجن مع الكثير من سكان مدينة "شيربورغ"4.

وكان السعال الحاد الذي كان يُمزّق أحشاء صدر معتقل يرقد بجواري بمثابة ذكرى لا تنسى في ليلة اعتقالي.

وفي الصباح التالي، أُطلق سراح المعتقلات اللواتي لا فائدة من وجودهن في السجن، وعُرِض عليهن تناول القهوة بالحليب خارج الحبس. فسارعت كلّ واحدة منهن بالذهاب لتناول هذه القهوة عند صديقة لها في الطرف الآخر من المدينة. وللأسف كنا نحظى للمرة الأخيرة بضيافة هذه المدينة (شيربورغ) وكرمها. فقنابل القصف التي قُذفت على حيّ فال دو سير كانت قد أصابت المدينة وأصابت في الوقت نفسه الطبيب ديلاند الذي يُقدّره سكان "شيربورغ" كل التقدير.

وحين رجعنا سالمين آمنين بالرغم من قيامنا بنزهة شاقة على الأقدام (فقد مشينا عشرات الكيلومترات والقباقيب في أرجلنا)، رأينا من الأفضل أن نترك ما يحيط بمزرعتنا وأن نذهب إلى قرية "لاكلاسوري" التي رحّبت بنا واستقبلتنا.

وبعد عدّة أيام، عادت القافلة التي هُجرت بالقرب من مدينة "مونتبورغ" إلى أدراجها. وكانت جماعة من هذه القافلة تسير على حدة غير فخورة بنفسها وتستتر تحت ظلال الأشجار العالية لمزرعة أهل زوجي.

لقد سببت لنا هذه المرحلة في اليوم التالي قصفا طاحنا شنّته قوات جيش المدفعية، وكانت قرية "لاكلاسوري" قد دُمّرت جزئيا بسبب القصف الجوي5.

وفي صباح ذلك اليوم كان العديد من الضحايا لا يزال في جميع أنحاء القرية، فهربنا نحو الغابات المجاورة. وهناك أخْرَجَنا الأمريكيون ونقلونا على متن حافلة إلى بلدية "لوتوي" التي كانت في مأمن من مدفعية مدينة "شيربورغ" التي ينتظرها الأمريكيون. غير أن المواقع العسكرية الألمانية المتواجدة في "شيربورغ" استسلمت دون أية مقاومة.

وقد كانت المعارك العنيفة في بعض المرات تقع في المرتفعات المجاورة.

وبعد هدوء المعركة، رجعنا إلى عِزبتنا. وكان المحتلون قد دافعوا عن مراكزهم قبل أن يُسلّموا أنفسهم.

في الإسطبلات كانت النقالات مُلطّخة بالدماء، فالبزز العسكرية الممزقة كانت تشهد على ذلك. وكانت أكوام الذخائر موزّعة حول سُور الأسلاك الشائكة حيث جرّد الأمريكيون عدوّهم السلاح وأَخْلوا المكان وذلك بدفن الخيول الميتة في حفر الخنادق. وكانوا في بعض الأحيان يضمّون إليها بشرا. وقد أبلغنا عن العديد من الجثث التي بقيت مكدّسة في مكانها، وكانت هناك جثة قد خرجت ذراعها من إحدى الحفر.

وكان إبلاغنا عن وجود الجثث يدل على التقليص من عدد المفقودين. فأن يكون للفقيد قبر خير من أن يكون مفقودا ومجهول المصير بالنسبة لعائلته.

لقد انتابنا حزن شديد لأننا عدنا إلى المنزل العائلي. فلم يبق منه إلا الجدران الأربعة. وكانت المزارع التي استُولي عليها في البلدية قد اُحرِقت بعدما تمّت عملية إخلائها.

ولقد عثر فريق الأنقاض الذي سبق الفريق الموكل إليه إعادة البناء، تحت الحجارة على مخبئ من الذخائر القابلة للانفجار فيما لو كان المنزل قد بقي على حاله سليما حين عودتنا إليه.

غير أن الخسائر المادية ما هي إلا ذكرى أليمة حين يلتقي الجميع بأكمله وقت السلم.

إن من ذكريات فترة المعركة في فرنسا، ذلك المشهد الذي كنا نراه من الطريق الساحلي، مشهد المرفأ الذي أصبح لونه أسود من كثرة ازدحام سفن إنزال الجيوش.

وتحولت حقولنا إلى معسكرات تستخدم للمرور البريّ بسبب قوات التحالف، وصارت الطرق موحِلة بسبب عبور الحافلات لدرجة أن عرباتنا كانت تُغْمَر بالوحل الذي يصل إلى محاورها.

ومن ثمّ تداولت الأخبار الصحيحة منها والكاذبة، وأصبحت الاتصالات متعذّرة، وعمّ السلام وتلاقى الجميع في محبة وصداقة.




  • 1 في عام 1979 تحكي السيدة لوكفر تجربتها التي عاشتها مع نزول الجيوش. فقد طردها الألمان من منزلها في شهر مايو/أيار 1944. علِمت  هي وخطيبها نشوب العمليات الحربية عن طريق مربي مواشي بلدية سانت مير إكليز الذين التقت بهم في سوق فلونيا. وبسبب تصريحاتها الانهزامية إزاء الألمان ، تم إلقاء القبض عليها ثم نقلها إلى سجن مدينة شيربورغ حيث قضت ليلة واحدة في الحبس. عند عودتها شاهدت تقدم الأمريكيين إلى شيربورغ ، حيث نشبت معركة صارمة في منطقة مكتظة بالأشجار. وقد بُغت فيها الجيش الأمريكي عند مواجهته لمقاومة ألمانية منظمة وعازمة كل العزم على الدفاع عن ميناء شيربورغ مهما كلف الأمر. يمكن العثور على قصة هذه الحادثة في أرشيف الميموريال تحت الرمز 204 TE.
  • 2 تشير مدام لوكفر هنا إلى "هيلون رومل ". إنّ من لقّب " هيلون رومل " بهذا اللقب هم السكان المحليون الذين استولت عليهم السلطات الألمانية وأجبرتهم على نصب أعمدة في أراض يمكن للحلفاء استعمالها كمناطق لهبوط طائراتهم.
  • 3عبارة عن قضبان من الحديد متشابكة ورؤوسها حادة ومحاطة بأسلاك شائكة تستعمل لمنع العبور.
  • 4 لمعرفة المزيد عن قصف سان لو ، ارجع إلى شهادات جوليان لوبا و جون روجيه. لقد نجا السجن من القصف الأول الذي أصاب المدينة في صبيحة وعشية يوم 6 يونيو/حزيران 1944. أما في المساء فقد قُصفت المدينة بقنبلتين فجّرت مبنى السجن وخلّفت وراءها 70 قتيلا من السجناء.
  • 5 ولأنّ قرية لاكلاسوري وسريّة المدفعية الألمانية قد دافعتا عن مدينة شيربورغ فإنهما تعرّضتا لهجمات عديدة. وبعد معارك طاحنة لم تحرّر المدينة إلا في يوم 24 جوان/حزيران.
Archive Number:
  • Numéro: TE204
  • Lieu: Mémorial de Caen
X
Saisissez votre nom d'utilisateur pour Mémoires de guerre.
Saisissez le mot de passe correspondant à votre nom d'utilisateur.
Image CAPTCHA
Enter the characters shown in the image.
En cours de chargement